وحدي أعرف نوايا الطريق | شعر

ماريانا مونترازي

 

الطريقة الأمثل لإهداء الورد

لم يكن أبي يهدي أمّي باقة ورد،

كان يهديها شتلة ورد.

 

 

لا زلتُ الأعرج ذاته

لا أظنّني أعرف ما هو أثقل:

حين يذكّرني الناس

أم حين فجأةً أتذكّر

أنّي مجرّد أعرجَ

لا تليق به سوى الذكرى؟

 

وحدي أعرف نوايا

الطريق

 

وحدها

الملائكة

تعرج

معي

 

 

فعلًا عرفتك

عرفتَني لغمًا

ولم أكنْ بَعْدُ فعلًا عرفتُكَ

حين حرّرتني ورحلتَ

كما يرحل الصوت

انفجرتُ

وتصاعدتَ منّي واضحًا بين الغيوم

دخانٌ... دخان!

 

 

مِنْ حزني هربتُ

كيف صنعنا كلّ هذا يا الله

وكنتُ مِنْ حزني هربتُ

فارغًا من روحي وكوني

لم أدرِكْ إلّا هذه الليلة

أنّني على حزني ركضتُ...

 

إلى جبلي، إلى غيمتي

على حزني ركضتُ!

 

 

لم أَعُدْ أفهم ما تعنيه الحركة

لم يبقَ لديّ بقعةٌ واحدةٌ مِنْ نور،

فكيف إذن لا زلتم تتبعونني؟

أنا لم أَعُدْ أفهم ما تعنيه الحركة،

وكلّ ما أرجوه منكم

أن تجرّوني خلفكم.

 

قطاري تجمّد آخر النفق

أمام كلّ ما رأيتُ من نور...

 

 

توازٍ

حزنُكَ فتّت السماء.

هي أيضًا ما أمطرتْ!

 

 

أوّل شيءٍ أدركه

أن أحاول النهوض من النوم

وأنا لا أملكُ حلمًا واحدًا أحقّقه

يماثل

أن أفكّر في الانتحار

 وأنا على فعل ذلك لا أجرؤ.

 

لهذا، كلّما استيقظتُ

كم أكره أن يكون أوّل شيءٍ أدركه

أنّي استيقظتُ!

 

 

مجرّد غرقى

سأجعلكم تلهثون من الركض

ستظنّون أنّكم على وَشْك أن تلحقوا بي

فيما أنا في السماء أحلّق

وأنتم في أمطاري مجرّد غرقى!

 

 

لعنة الصداقات

مضى وقتٌ طويلٌ حتّى اقتنعتُ

أنّكَ لستَ ما يجب أن أبحث عنه

ولكن ما لم أفهمه حتّى الآن

لِمَ كان على ذلك الوقت كلّه أن يمضي

لتقتنع أنّني ما يجب أنْ تبحث عنه!

 

 

ما عاد قلبي

(1)

أحرص ألّا يرى أحدٌ قلبي

تمامًا كما نحرص ألّا يلمح أحدٌ أصابع القدمين

لكنّ قلبي دائمًا ما يخترق القميص

كما تخترق أصابع القدمين الجوارب.

 

(2)

تراجعوا إلى أوكارهم،

تركوني وحيدًا مع نواح المزاريب

حين توقّفتْ في قلبي أعراس المطر.

 

(3)

ما عاد قلبي يحترق من شيء،

ليس بوسعهم أن يحرقوا الرماد!

 

 

كَوْن

أبي الشمس

يريدني أن أكون غيمةً.

أمّي القمر

تريدني أن أكون نجمةً.

أمّا أنا، أريد أن أكون عصفورًا

- أو في أسوأ الأحوال -

سمكة.

 


 

يحيى عاشور

 

 

شاعر فلسطينيّ من غزّة. حصل على الزمالة الفخريّة في الكتابة من «جامعة آيوا» (2022). صدر له «لهذا ريان يمشي هكذا» (قصّة أطفال، 2021)، الفائزة بـ «جائزة الملتقى العربيّ لكتب الأطفال» (2022)، و«أنتَ نافذة هم غيوم» (2018)، بالإضافة إلى إصدارات مشتركة. تُرْجِمَت قصائده إلى لغات عدّة.